تحذيرات بفرنسا من استغلال الهجوم على "شارلي إيبدو"

دعت شخصيات وهيئات محلية فرنسية إلى تفادي الخلط بين الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" والدين الإسلامي، مشيرة إلى وجود أطراف فرنسية وشرق أوسطية ودولية تسعى إلى إجراء ذلك الخلط خدمة لمآرب سياسية.
واستبق المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية نتائج التحقيق في الهجوم الذي وقع أمس الأربعاء بدعوة الفرنسيين إلى "عدم أخذ جميع مسلمي فرنسا بجريرة مرتكبي الهجوم".
وناشد المجلس -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- "كل المتمسكين بقيم الجمهورية والديمقراطية الابتعاد عن الاستفزازات التي لا تؤدي إلا إلى صب الزيت على النار".
كما طالب الجالية الإسلامية في فرنسا بالتزام "أقصى درجات الحذر إزاء أي ألاعيب محتملة تصدر عن مجموعات متطرفة".
إلزا راي دعت المسؤولين الفرنسيين لتبني خطابات مسؤولة (الجزيرة)
الأحكام المسبقة
أما الناطقة باسم "الائتلاف الفرنسي لمحاربة كراهية الإسلام" إلزا راي فدعت المسؤولين الفرنسيين إلى تبني "الخطابات المسؤولة التي تتفادى أي تعريض غير مناسب بالمواطنين من أصحاب العقيدة الإسلامية والامتناع عن تغذية جو ثقيل من الأحكام المسبقة والنبذ يعاني منه مسلمو فرنسا سلفا".
من جانبه، دعا زعيم المعارضة اليمينية نيكولا ساركوزي إلى بناء "جبهة وطنية موحدة في وجه البربرية"، مضيفا "على الفرنسيين الدفاع باستماته عن ديمقراطيتنا المهددة".

كما دعا الرئيس الفرنسي السابق مواطني بلاده إلى "رفض إغراء الخلط" بين الهجوم على شارلي إيبدو والوجود الإسلامي في البلاد.
أما الناشط السوري محمد طه فحذر من ربط الهجوم بالثورة السورية، وقال "إن نظام الطاغية بشار الأسد وأبواقه سيسارعون إلى إلقاء اللائمة في الحادث على تنظيم الدولة الإسلامية ثم يختزلون الثورة السورية برمتها في التنظيمات الإرهابية".
وطالب طه -المقيم في فرنسا- سلطات باريس بـ"اليقظة إزاء ألاعيب الأسد وحلفائه الإقليميين والدوليين"، مشددا على أن تلك الأطراف ستحاول استغلال الهجوم على شارلي إيبدو لدفع فرنسا إلى تغيير موقفها الرافض لأي تعاون مع نظام دمشق".
  طه: نظام الأسد سيحاول ربط الهجوم بالثورة السورية (الجزيرة)
تظاهرات 
 في غضون ذلك، شهدت العاصمة الفرنسية مظاهرات حاشدة تندد بالهجوم، وتجمع المتظاهرون الذين تجاوز عددهم ثلاثين ألفا في ميدان الجمهورية بقلب باريس تلبية لدعوة من أكبر نقابات الصحفيين في البلاد.

وحمل المتظاهرون صورا ورسوما كاريكاتيرية نشرتها شارلي إيبدو في أعداد سابقة، كما لوحوا بلافتات تدين "الإرهاب" وتؤيد حرية التعبير والنشر.
وأعرب منظمو التظاهرة في تصريحات للجزيرة نت عن اعتقادهم بأن مرتكبي الهجوم -الذي خلف 12 قتيلا بينهم مدير الصحيفة وسبعة من كبار كتابها ورساميها- يسعون إلى حرمان الفرنسيين من ممارسة حرياتهم العامة وعلى رأسها حرية التعبير.
وقد أيد هذا الطرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أكد أن الاعتداء "استهدف مبادئ وأسس الجمهورية، معلنا -في خطاب تلفزيوني- حدادا رسميا ليوم واحد وتنكيس الأعلام الوطنية الرسمية لمدة ثلاثة أيام".
وأكد هولاند أن الوحدة الوطنية هي "أفضل سلاح" لمواجهة التحديات الحالية في فرنسا، وقال "لا شيء يمكن أن يفرقنا أو يفصلنا عن بعضنا بعضا".
وكانت مصادر صحفية فرنسية أفادت بأن الشرطة المحلية تمكنت من التعرف على هوية منفذي الهجوم الثلاثة، مؤكدة أن اثنين منهما شقيقان فرنسيان من مواليد باريس، هما سعيد 32 كواشي (32 عاما) وشريف كواشي (34 عاما).

وأوضحت الشرطة أن الشقيقين كانا معروفين لدى أجهزة الاستخبارات المحلية، أما المشتبه فيه الثالث فهو حميد مراد (18 عاما)، وهو مشرد لم تحدد جنسيته بعد.
معلومات عن التدوينة الكاتب : ffff بتاريخ : 2015/01/09
المشاهدات :
عدد التعليقات: 0، للإبلاغ عن رابط معطوب اضغط هنا

شكرا لتعليقك
عرب ويب